Sun. Aug 3rd, 2025

الكهرباء سلاح ذو حدين.. والحماية منها مسؤولية جماعية

503



503

أكد خالد عبد القادر، مستشار وزير العمل للسلامة والصحة المهنية، أن الكهرباء تُعد من أعظم الاكتشافات البشرية التي غيّرت وجه الحياة وسهلت سبل العيش والعمل، لكنها في الوقت ذاته سلاح ذو حدين، حيث إن الاستخدام الخاطئ لها أو الإهمال في صيانتها قد يؤدي إلى كوارث وخسائر فادحة.

وأشار عبد القادر في تصريحات لـ”الدستور”، إلى أن البلاد شهدت مؤخرًا عددًا من الحوادث المؤلمة، كان أبرزها حريق سنترال رمسيس الرئيسي، الذي أثار حالة من القلق والخوف بين المواطنين، وتبعته حرائق متفرقة في عدة محافظات، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، مما يهيئ بيئة خصبة لنشوب الحرائق الكهربائية في أماكن العمل والمساكن.

وأوضح عبد القادر، أن الكهرباء تُعد من أخطر مصادر الطاقة في بيئة العمل، فهي مسؤولة عن نسبة كبيرة من الحوادث المهنية التي تؤدي إلى خسائر بشرية جسيمة، مثل الوفاة أو الإصابة بالحروق والصدمات الكهربائية، فضلًا عن الخسائر المادية الناتجة عن احتراق المعدات والمنشآت.

وتزداد خطورة الكهرباء حين تقترن بعوامل بيئية مثل الرطوبة، أو التهوية غير الكافية، أو الأحمال الكهربائية الزائدة، وهي عوامل شائعة في كثير من أماكن العمل.

وتحدث عبد القادر عن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الحرائق الكهربائية، وعلى رأسها، التحميل الزائد على الدوائر الكهربائية نتيجة استخدام أجهزة كثيرة على نفس المصدر، وسوء التوصيلات أو استخدام أسلاك غير مطابقة للمواصفات، وإهمال الصيانة الدورية للأجهزة ولوحات الكهرباء، وأيضا ارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى تمدد الأسلاك أو تلف العوازل وبالتالي سهولة اندلاع الحرائق، وتراكم الأتربة والمواد القابلة للاشتعال بجوار مصادر كهربائية.

وشدد على ضرورة الالتزام بمجموعة من إجراءات السلامة الأساسية للوقاية من مخاطر الكهرباء، وأبرزها، الفحص الدوري لجميع الوصلات والأجهزة الكهربائية لضمان سلامتها، وعدم تحميل المقابس الكهربائية أكثر من طاقتها، وعدم استخدام مشترك كهربائي غير معتمد، واستخدام معدات كهربائية معزولة ومطابقة للمواصفات القياسية، وإبعاد المواد القابلة للاشتعال عن مصادر الكهرباء، وتدريب العاملين على طرق التعامل مع الكهرباء، ورفع وعيهم بالمخاطر المرتبطة بها، وفصل التيار الكهربائي فور حدوث أي شرر أو خلل فني، واستخدام القواطع الأوتوماتيكية التي تفصل التيار تلقائيًا عند وجود خطر.

وأكد عبد القادر أن السلامة الكهربائية مسؤولية جماعية، لا يجب أن تقع على فرد أو جهة بعينها، بل هي واجب على جميع العاملين في المنشأة، من أصغر موظف حتى أعلى مسؤول. وعلى أصحاب الأعمال توفير معدات السلامة، وإجراء الفحوص الدورية، وتحديث نظم الحماية الكهربائية بما يتناسب مع طبيعة العمل والظروف المناخية الحالية.

وأوضح أن من أهم تدابير الوقاية تركيب أجهزة كشف الدخان والحرائق المبكرة وربطها بنظام إنذار فعال، إلى جانب تجهيز بيئة العمل بطفايات حريق مخصصة للحرائق الكهربائية (طفايات ثاني أكسيد الكربون)، والتأكد من وجود مخارج طوارئ واضحة وغير معاقة، وتنظيم دورات تدريبية للعاملين حول كيفية التعامل الآمن مع الحرائق الكهربائية دون تعريض حياتهم للخطر.

كما أكد أن الحوادث الكهربائية غالبًا ما تكون نتيجة إهمال أو تجاهل لإجراءات الوقاية، داعيًا الجميع إلى التحرك بجدية لنشر ثقافة السلامة وتأمين بيئات العمل من الخطر الصامت: خطر الكهرباء.



By uttu

Related Post

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *