سجّل سوق العقارات في دبي أداءً استثنائياً خلال شهر أبريل/ نيسان من العام 2025. إذ ارتفع عدد معاملات بيع العقارات السكنية إلى 17,447 معاملة، بزيادة لافتة بنسبة 61% مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي. فيما شهدت إيجارات العقارات التجارية نمواً ملحوظاً، تمثل في ارتفاع متوسط إيجارات المكاتب بنسبة 22.4%، وقفزة حادة بنسبة 40.8% في إيجارات المستودعات.
وتعكس هذه الأرقام، التي وردت في تقرير شهر أبريل/ نيسان من العام 2025 الصادر عن شركة إنجل آند فولكرز الشرق الأوسط، التي تنشط في مجال تقديم خدمات الوساطة في مجال العقارات السكنية والتجارية الفاخرة في العالم، استمرار تحقيق سوق العقارات في دبي أداء قوياً. ويأتي ذلك على الرغم عدم استقرار الاقتصاد العالمي وتغير توجهات المستثمرين، مما يكرّس جاذبية الإمارة كمركز آمن لرؤوس الأموال الدولية.
وسجل عدد معاملات بيع العقارات السكنية في شهر أبريل/نيسان زيادة لافتة، متجاوزاً أرقام الشهر نفسه من العام 2024. متخطياً بذلك متوسط الأداء الشهري للربع الأول من العام 2025 بنسبة تجاوزت ما قدره 20%، في مؤشر واضح على استمرارية الزخم وقوة الطلب في السوق.
ولقد ساهم انخفاض قيمة الدولار الأمريكي في تعزيز القدرة الشرائية للمستثمرين الأجانب، مما زاد من إقبالهم على سوق العقارات قيد الإنشاء والجاهزة على حد سواء.
ولا يزال المستثمرون الدوليون يرون في دبي وجهة تجمع بين نمط الحياة الراقي والعوائد المجزية والأسعار التنافسية مقارنة بالمدن العالمية الأخرى.
أداء لافت لسوق العقارات التجارية
وفي السياق ذاته، واصل سوق العقارات التجارية أداءه القوي، مدفوعاً بزيادة عدد السكان والنشاط الاقتصادي الآخذ في التوسع والتنوع.
وسجّلت المناطق التجارية الرئيسة، وذلك على غرار الخليج التجاري وأبراج بحيرات جميرا معدلات إشغال مرتفعة، في ظل محدودية المعروض الجديد.
ولعل ذلك أسهم في ارتفاع متوسط إيجارات المكاتب بنسبة تفوق ما قدره 22% مقارنة بشهر أبريل من عام 2024.
وبالتوازي، يشهد قطاع المستودعات ووحدات الخدمات اللوجستية زخماً غير مسبوق. إذ قفزت إيجارات المستودعات بنسبة 41% على أساس سنوي، نتيجة الطلب المتزايد من قطاعات التجارة الإلكترونية والتصنيع والتجارة، التي تتطلب عادة مساحات متطورة بمواصفات عالية ومواقع استراتيجية.
وأشار تقرير إنجل آند فولكرز الشرق الأوسط إلى أن سوق المعاملات السكنية واصل أداءه النشط والمتنوع، مع استمرار الطلب على المجمعات القائمة والناشئة على حد سواء.
فيما احتفظت منطقة قرية جميرا الدائرية بموقعها كأكثر المناطق تسجيلاً لمعاملات البيع، نظراً لجاذبيتها للمستخدمين النهائيين والمستثمرين الباحثين عن عوائد مجزية.
بينما شهدت جزر داماك ارتفاعاً في الطلب، نتيجة الإقبال المتزايد على الفلل والمنازل المطلة على الواجهة البحرية وذات الأسعار المعقولة.
في حين حافظت منطقتا الخليج التجاري ودبي مارينا على وتيرة نمو ثابتة في قطاع الشقق، بفضل ما تقدمانه من نمط حياة عصرية وفرص استثمارية واعدة.
وعلى الرغم من استمرار المسار التصاعدي للأسعار على مستوى السوق بشكل عام، رصدت إنجل آند فولكرز الشرق الأوسط مؤشرات أولية على سيطرة حالة من الاستقرار على بعض المجمعات السكنية، وبدء توجه السوق نحو توازن أكثر استدامة.
مقومات راسخة
ويعزز هذا التوجه ما تتمتع به دبي من مقومات راسخة، تشمل البيئة التنظيمية الشفافة والسياسات المحفزة للاستثمار والأسس الاقتصادية القوية، ما يدعم مسار النمو الطويل الأمد الذي تمضي فيه الإمارة بثقة وثبات.
وعلى صعيد العقارات التجارية، سجّلت مناطق على غرار الخليج التجاري وموتور سيتي وأبراج بحيرات جميرا وبرشا هايتس نشاطاً لافتاً في حركة المعاملات، مدفوعةً بما توفره من مقومات قوية ومزايا استراتيجية تجذب مختلف قطاعات الأعمال.
ومن المتوقع أن تواصل أسعار الإيجارات ارتفاعها خلال النصف الثاني من العام في ظلّ محدودية المعروض من مكاتب الفئة الأولى واستمرار تدفق الشركات التي تتخذ من دبي مقراً إقليمياً لها.
في المقابل، تشهد سوق المستودعات منافسة متصاعدة بين المشغلين على تأمين مواقع قريبة من الممرات التجارية والمناطق الحرة ومراكز التسليم الأخيرة، مما يساهم في استمرار ارتفاع الإيجارات في أبرز المناطق الصناعية بالإمارة.
حلقة وصل عالمية بين الشرق والغرب
ومع ترسيخ دبي لمكانتها كحلقة وصل عالمية بين الشرق والغرب ووجهة رائدة للابتكار وجذب الاستثمارات تتوقّع إنجل آند فولكرز الشرق الأوسط استمرار الزخم القوي في السوق العقارية خلال الأشهر المقبلة.
ويُعزى هذا الزخم إلى المقومات المميزة للسوق وثقة المشترين. هذا فضلاً عن الطلب المتزايد من المستثمرين الدوليين، ما يعزز التوقعات بأن تشهد السوق أداءً استثنائياً على امتداد العام 2025.