يرفع المسؤولون الإسرائيليون وتيرة التلويح باستخدام السلاح النووي في حرب بنيامين نتنياهو على إيران، ولقد وصلت العنجهية في بعضهم الى حد تهديد بلدان أوروبية بأنها ستكون ضمن دائرة استهدافاتهم النووية. وفي المعلومات أن جلسة سرية لحكومة حرب العدو عُقِدت خصّيصاً لهذه الغاية، وبموجب تقرير أوروبي غربي فإن المناقشات دارت حول النقط الآتية:
أوّلاً – إذا كان اتجاه الحرب يمضي في مسار يهدد مصير الكيان العبري جدياً، فلا بد من اللجوء الى «آخر الدواء».
ثانياً – إن الفكرة لم ترقَ، بعد، الى مستوى القرار الحاسم، ولكنها مطروحة جدّياً.
ثالثاً – إن القرار لا يمكن أن يكون حاسماً ما لم يقترن بموافقة ومباركة الأميركي ومشاركته، وحتى الآن ليست ثمة موافقة من دونالد ترامب.
في هذا الوقت اتخذت قيادة الباكستان موقفاً يمكن توصيفه بأنه استثنائي وتاريخي. فقد أبلغت الى الأميركي وسائر الذين يعنيهم الأمر أنها لن تبقى تقف متفرجة إذا ذهب الشطط بالإسرائيلي الى حد استخدام السلاح النووي في هذه الحرب التي افتعلها نتنياهو «الذي سيظل يخترع الحروب» ما استطاع إليها سبيلاً، كي يبعد عن نفسه كأس الحساب القضائي بسبب محاكمته بتهمة الفساد التي تقض مضجعه منذ سنوات.
ومن الواضح أن المعروف عن الباكستان أنه ليس البلد الذي يعتمد البروباغندا، وبالتالي فإن تأكيده على استخدام السلاح النووي إذا لجأ إليه نتنياهو ضدّ إيران هو إنذار جدّي.
يحدث هذا بالتزامن مع إعراب الصين الشعبية، بدورها، عن رغبتها في المشاركة في الحرب الى جانب إيران، وإنها على استعداد تام لاستخدام صواريخ عابرة القارات، نحو إسرائيل، ذات رؤوس نووية.
طبعاً، ثمة عواصم أخرى تدعم طهران وأبرزها موسكو وبيجينغ… علماً أن موقف الصين بات علنياً، وإن كانت وروسيا تحاولان لجم جموح نتنياهو.
إن هذه التطورات لا يمكن أن تمر مرور الكرام لدى دونالد ترامب رافع الشعار اللمّاع: لا للحروب، نعم للإتفاقات والسلام.
فهل يذهب الغرور بالقيادة الصهيونية الى حدّ فتح جهنم الحرب العالمية الثالثة (النووية الإبادية)، أو إن الإسرائيلي يتراجع، أو (أخيراً) أن ترامب قادر على لجمه مقابل ثمن كبير من الاستثمارات الهائلة في إيران.
إنها أيام حاسمة، فلننتظر ونرَ!
khalilelkhoury@elshark.com