من الصحافة إلى الفن .. 57 عامًا على وفاة عبد السلام النابلسي

uttu
3 Min Read



39

57 عاما مرت على وفاة عبد السلام النابلسي، الذي رحل عن عالمنا في 5 يوليو لعام 1968، وهو الفنان الذي تجاوز حدود الكوميديا ليصبح أيقونة للثقافة وخفة الظل معًا، وقليلون يعرفون أنه لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل كان صحفيًّا وكاتبًا مثقفًا، عُرف بقراءاته العميقة وحبه للأدب والشعر، وهو ما ساعد في تكوين شخصيته الفنية المميزة.

بين الصحافة والفن، تشكلت ملامح شخصيته الفريدة، فصار نجمًا استثنائيًّا، جمع في ملامحه بهجة الشاشة وعمق الكلمة، وفي ذكرى وفاته، يكشف “الدستور” كيف ساعدت ثقافته الواسعة في صنع هذه الروح المتفردة التي لا يزال سحرها يضيء حتى يومنا هذا..

الصحافة.. بداية عبد السلام النابلسي

قبل أن يعتلي خشبة المسرح أو يطل علينا في أفلامه مع شادية وعبد الحليم، بدأ عبد السلام النابلسي رحلته ككاتب صحفي عام 1925، حيث كتب في عدد من المجلات والصحف اللبنانية والمصرية مثل “مصر الجديدة، الصباح”، وأظهر موهبة لافتة في الكتابة النقدية والاجتماعية، وقدرته على استخدام الكلمة بخفة وعمق في الوقت نفسه. 

وهذه التجربة أكسبته قدرة فائقة على صياغة الجملة، واختيار التوقيت المناسب للنكتة أو التعليق الساخر، وهي مهارات نقلها بذكاء إلى أدائه التمثيلي.

علاقة عبد السلام النابلسي بالأدب والفكر

لم يكتفِ النابلسي بالكتابة الصحفية، بل كان قارئًا نهمًا للأدب العربي والغربي، وعُرف بحفظه للشعر، وهذه العلاقة الأدبية صنعت لديه حسًّا مرهفًا بالتعبير، وفتحت أمامه آفاقًا واسعة في تقديم الشخصيات بروح مختلفة، بعيدًا عن الكليشيهات التقليدية.

كما أن إلمامه بالثقافة الغربية ساعده في تقديم صورة “الأرستقراطي الظريف” الذي برع فيه، حيث ظهر دائمًا كـ”البرنس” أو “الخواجة” صاحب النكات الذكية واللغة المنمقة.

ربما لم يترك النابلسي كتبًا مطبوعة باسمه كأديب، لكنه ترك لنا إرثًا غنيًّا من الشخصيات التي تشبه كتابًا مفتوحًا، يروي حكاية المثقف الذي اختار أن يضحك الناس بدلًا من أن يُلقي المحاضرات، فشخصيته المثقفة زرعت في الجمهور حب “الكوميديا الراقية” التي تعتمد على الذكاء قبل أي شيء.

في السينما.. شخصية مثقفة تُضحك وتُفكر

ظهرت ثقافته بشكل جلي في قدرته على ارتجال المشاهد وإضافة روح مرحة دون ابتذال، حيث كان النابلسي يقدم كوميديا نابعة من مواقف وحوارات ذكية، لا مجرد حركات سطحية، وفي أغلب أفلامه، كان يضيف حواراته الخاصة، مستفيدًا من قدرته على الكتابة والتحرير.

أدواره في أفلام مثل “شارع الحب” و”يوم من عمري” و”فتى أحلامي”، تؤكد أنه لم يكن مجرد “سنيد” للبطل، بل شريك في صياغة روح الفيلم وبناء مشاهده الكوميدية.



Share This Article
Leave a Comment